Saturday, February 12, 2011

العقد الفريد - ابن عبد ربه الأندلسى

مؤلَّف أندلسي كتبه أحمد بن عبد ربه الأندلسي (246- 328هـ، 860-939م) شاعر الأندلس وأديبها المعروف. عاش في عصر الخلافة في الأندلس، وهو العصر الذهبي في تاريخ الفكر والأدب في الأندلس. انظر: ابن عبد ربه. وتجمع المصادر أنه قد سمَّى كتابه العقد فقط وقد لحقت به كلمة الفريد بعد ذلك دلالة على الاستحسان والمدح. ويعدّ الكتاب من عيون مؤلفات المكتبة الأندلسية في القرن الرابع الهجري ومن روائع مؤلفات المكتبة العربية عامة. ويحذو حذو مؤلفات الجاحظ والمبرد وأبي الفرج الأصفهاني في المشرق.

الكتاب موسوعة أدبية، تجمع بين المختارات الشعرية والنثرية، ولمحات من التاريخ والأخبار، مع الأخذ بنظرات في البلاغة والنقد مع شيء من العروض والموسيقى، وإشارات للأخلاق والعادات.

وينقسم الكتاب إلى خمسة وعشرين بابًا؛ اختار لكل باب منها اسم حبة من حبات العقد الحقيقي، فيبدأ العقد بكتاب اللؤلؤة في السلطان، ثم يتبعه كتاب الفريدة في الحروب ومدارها، ويعقب ذلك كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد و الجوهرة في الأمثال و الزمردة في المواعظ والزهد و الدرة في التعازي والمراثي، حتى يصل العقد إلى واسطته وهي كتاب الواسطة في الخطب. وبعد الواسطة تأتي أبواب أخرى تحمل أسماء حبات العقد السابقة، وكأنها تماثلها في الجانب الآخر من واسطة العقد. فنجد الزبرجدة الثانية في بيان طبائع الإنسان وساير الحيوان و الفريدة الثانية في الطعام والشراب ثم اللؤلؤة الثانية في الفكاهات والملح. وبذلك ينتهي الكتاب باللؤلؤة كما بدأ بها.

مصادر كتاب العقد الفريد كثيرة ومنوعة. ولعلّ من أهمها ما أورده الجاحظ في كتبه، البيان والتبيين والبخلاء والحيوان، والمبرد في الكامل وابن قتيبة في عيون الأخبار بجانب طبقات الشعراء لابن سلام والسيرة لابن هشام وكليلة ودمنة لابن المقفع فضلاً عن دواوين الشعراء الجاهليين والإسلاميين.

والكتاب غني من الناحيتين التاريخية والأدبية. وهو من أهم المراجع الحافلة بالنصوص الشعرية والنثرية، كما يقدم معرفة بكثير من حوادث تاريخ الأندلس، وأخبار أهلها بجانب ما يقدمه من فن ابن عبد ربه شعرًا ونثرًا.

يلاحظ أن مادة الكتاب مشرقية في معظمها، أكثر من كونها أندلسية. وقد رأى ابن عبدربه في خطبة الكتاب، أنه بذلك يقدّم لأهل الأندلس كتابًا يغنيهم عن الرجوع إلى كتاب سواه فيما يتصل بثقافة المشرق. ولكن الأرجح أن الكتاب نابع من منافسة الأندلسيين للمشارقة، حين أراد أن يبين تفوقه في الثقافة المشرقية نفسها، ومن ثم كانت قولة الصاحب بن عباد حين أهدي إليه الكتاب: هذه بضاعتنا ردت إلينا.

أسلوب العقد الفريد من تلك الأساليب الخالية من التكلف والزخرفة، وإن كان شديد الاهتمام بالاقتباس والاستشهاد مع الإكثار من المأثور من القول. والأسلوب بوجه عام على خلوه من الصَّنعة يحفل بقدرٍ من السجع، وإن كان ذلك لايقلل من قيمة الكتاب وأهميته.

عاش ابن عبد ربه عمرًا مديدًا؛ جعل ثقافته تنضج على نار هادئة من التجارب، ومن ثم تمثلت تلك الثقافة فيما اشتمل عليه الكتاب من موضوعات مختلفة.

وخلافًا لمنهج التأليف السائد في عصره، لم يكن ابن عبدربه يُعنى بالأسانيد بل يورد الخبر أو الحكاية ويتبع ذلك بنصوص له ولغيره




نقلا عن الموسوعة العربية العالمية




للتحميل إضغط على الصورة بالإسفل

عدد الصفحات : 2579 صفحة


No comments:

Post a Comment